الخلايا الجذعية و الحياة

الخلايا الجذعية خلايا غير متخصصة وظيفتها التجديد المستمر وإصلاح ما يتلف في الجسم. وتسمى أيضاً بالخلايا الجذرية وخلايا المنشأ، ولها خصائص تميزها عن باقي خلايا الجسم وهي قدرتها على تجديد نفسها لفترات طويلة قد تصل إلى حياة الإنسان كلها، وقدرتها على الهجرة إلى أي جزء من الجسم حيث تسكن أو حيث يحتاج إليها الجسم، وكذلك قدرتها على التمايز إلى خلايا متخصصة في معظم أجزاء الجسم كخلايا القلب النّابضة أو الخلايا العضلية أو العصبية أو خلايا العين التي تبصر النور أو خلايا البنكرياس المفرزة للإنسولين أو خلايا الكبد المفرِزة للإنزيمات، وغيرها الكثير من أنواع خلايا الجسم.

فمنذ اللحظة الأولى من ولوج الحيوان المنوي الذكري داخل البويضة الأنثوية تبدأ عملية بناء الأنسجة والأجهزة المختلفة، ويقابلها على الجانب الآخر هلاك وتلف في هذه الأنسجة المُصنّعة ليتم التخلص من الخلايا الزائدة أو تلك التي انتهت مدة صلاحيتها. بهذان الإتجاهان المختلفان تبدأ الحياة بين التجديد والبناء الذي تقوده الخلايا الجذعية من جهة، والتلف والهلاك وإنتهاء الحياة من الجهة الأخرى. وتبقى كفة هذا السباق راجحة بفارق كبير لصالح البناء والتجديد طوال فترة الحمل والتطور الجنيني حيث يزداد بذلك حجم الجنين بشكل سريع ولكنه متباطىء، ثم يخف هذا الفارق بعد الولادة ولكنه يبقى لصالح البناء والتجديد حتى يصل الإنسان إلى فترة البلوغ حينما تتساوى سرعة التجديد مع سرعة الإتلاف مما يبقي الإنسان الشاب على حجمه المتناسق. ثم تبدأ كفة السباق تتجه نحو الفناء عندما تزيد سرعة تلف الخلايا وهلاكها مقارنة بنقصان سرعة التجديد لدى الخلايا الجذعية حتى يصل الجسم إلى نقطة اللاعودة وعدم القدرة على التجديد فتنتهي الحياة .